عرض خاص في نيويورك: عارضات بأجنحة ملائكة ورجال بأقنعة خنازير
اشترط عرض أزياء يستلهم فكرته من حملة مي تو للشهادة على الاعتداءات الجنسية أقيم على هامش أسبوع الموضة في نيويورك، أن تكون العارضات المشاركات “تعرضن لتصرف جنسي غير لائق”.
نيويورك – استغلت ثماني نساء وقعن ضحية تحرش أو اعتداء جنسي فرصة انعقاد أسبوع الموضة في نيويورك ليشهدن على ما تعرضن له، في إشارة إلى كسر حاجز الصمت وإلى تأثير حركة مي تو في الولايات المتحدة.
ولم يتضمن هذا العرض أي عارضة أزياء نجمة ولم يُقَم في مكان عريق بل كان له طابع سياسي بامتياز، وهو من تنظيم المصممة الفرنسية ميريام شاليك مبتكرة ومديرة موقع أميركان ووردروب على الإنترنت، التي سبق وبرزت بتنظيمها عروضا مع أشخاص مهمشين مثل قصيري القامة خلال العام الماضي في دبي ونساء يعانين من مشكلات في النظر خلال أسبوع الموضة في باريس في العام 2016.
وبدأ العرض بعارضات مرتديات لأجنحة ملائكة مقيدات برجال يرتدون أقنعة على شكل وجوه خنازير، يسرن وسط نحو مئتي مدعو الواحدة تلو الأخرى على بساط أبيض وضع كيفما تيسر على السجاد لتحديد مسار مرورهن بإحدى قاعات فندق زهيد الكلفة موجود قرب ساحة تايمز سكوير.
وتوقفت العارضة شيان جاكوبز صاحبة الـ22 عاما، وهي ترتدي ثوبا يكسو قدميها باللونين الأبيض والأسود وبجناحين على كتفيها خلال العرض الذي أقيم الجمعة، في نهاية الممشى لإعلان أنها ناجية أيضا من اعتداء جنسي وقالت للجمهور إنها تعرضت له وهي في المدرسة الثانوية ثم اغتصبت وهي في سنوات دراستها الجامعية.
وقالت “أود أن استغل هذه اللحظة للتعبير عن أنني تعافيت ونضجت أيضا لأقول إن تلك الممارسات ليست مجرد حركة، وليست قصصا فحسب، بل إننا أشخاص حقيقيون مرت علينا وقائع حقيقية”.
وقالت شاليك “لا أعتقد أن عرض الأزياء هذا سيغير الأمور بين عشية وضحاها.. لكن إن كان خطوة إضافية على الطريق فحسب فأظن أني قمت بدوري”.
وأضافت “بصفتي امرأة لدي مسؤولية المساهمة في التغيير. إذا قلنا إن الوقت حان للتغيير، فمن واجبنا أن نتحرك”، في إشارة إلى الجمعية التي أسستها المئات من الممثلات لتمويل الدفاع عن ضحايا الاعتداءات الجنسية في أماكن العمل.
وأكدت “الملابس المعروضة لم تكن مهمة مع أنها كانت تجمع بشكل منهجي بين مواد قوية مثل الجلد والفرو وأقمشة دقيقة مثل الحرير والتول من أجل تسليط الضوء على الأنوثة والقوة، اللتين تتمتع بهما النساء، فالهدف كان مختلفا ويقوم على حمل النساء على الإدلاء بشهادات. فالشرط الوحيد لتوظيف العارضات المشاركات هو “تعرضهن لتصرف جنسي غير لائق”.
وتابعت “في حال تمكنا من إخراج امرأة واحدة عن صمتها سنكون قد نجحنا”.
وكانت من بين العارضات أليشا كوزاكيفيتش، 29 عاما، التي اختطفها رجل في 2002 قرب منزلها في بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا بعد أن اتصل بها عبر الإنترنت، في قضية تصدرت وقتها عناوين الأخبار حول العالم كأول حالة خطف من نوعها بعد انتشار الإنترنت.
وشرحت العارضة التي سارت بثقة على الممشى كيف تخطت ما تلقته من لوم رغم كونها ضحية حتى من أسرتها، وقررت أن تصبح متحدثة بارزة عن الأمر ومصدر إلهام لآخرين. وقالت “حركة مي تو ليست بشأن كراهية الرجال.. وليست عن مكافحة العنف بالعنف.. لكنها تهدف إلى تقوية وتمكين النساء والفتيات ليعشن في عالم خال من الخوف وليكن آمنات من الاعتداء والتحرش الجنسي”.
التعليقات على الموضوع