عائلات تتناول وجبات الإفطار بالهواء الطلق كسرا للروتين
منى أبو صبح
عمان - اتفقت عائلة أبو سعيد مع عائلة الجار أبو ماجد على تناول وجبة الإفطار معا خارج المنزل، من أجل الترفيه وكسر الروتين، خصوصا بعد أن أنهى أبناؤهم الامتحانات المدرسية النهائية.
يقول أبو سعيد: “ترتبط عائلتي وعائلة جاري أبو ماجد بعلاقة طيبة منذ خمسة عشر عاما، فنحن بمثابة الإخوان والحمد لله، وعليه قررنا أن نرفه عن أنفسنا قليلا، ونريح زوجاتنا من إعداد مائدة الإفطار لهذا اليوم بشواء اللحوم على الفحم”.
ويعلق الجار أبو ماجد: “ارتأينا أنا وجاري إقامة الإفطار خارج المنزل لهذا العام، ففي الأعوام السابقة كانت العزائم بيننا مقتصرة على البيت، وهذه اللقاءات تسعد قلوب أبنائنا”.
تتجه العديد من العائلات لتناول وجبة الإفطار خارج المنزل في الهواء الطلق، فمنهم من يخطط مع جاره، أو الأقارب سويا، أو الأصدقاء، قاصدين بذلك كسر الروتين والاستمتاع بأجواء الطبيعة الخلابة، كما أن هذه الرحلات تجدد من طاقاتهم وتسعد قلوب الكبار والصغار.
كما خطط أفراد العائلة الممتدة (عائلة أبو صالح) أن يلتقي الجميع لتناول وجبة الإفطار على طريق المطار، على أن يحضر كل منهم صنفا من أصناف الطعام والحلوى.
تقول الجدة أم صالح: “فاجأني أبنائي وبناتي وأحفادي بطلبهم هذا، ورغم اعتراضي على الخروج بسبب عدم الشعور بالراحة في الجلوس أرضا، لكنهم قدموا الحلول بتأمين جلسة مناسبة لي ولجدهم، ووافقنا على ذلك”.
“الدجاج المحشي، الكوسا وورق العنب المحشي، الكباب الهندي، السمبوسك والكبة، السلطات..” أطباق اشتركت العائلات بإحضارها، ولاقى مذاقها استحسان جميع الحاضرين، وفق أم صالح، التي صرحت بأنها سرت جدا بهذا اليوم، لما رافقه من أجواء المرح والتسلية.
أما الطالب الجامعي فادي منصور فقام وأصدقاءه أيضا بالتخطيط لتناول وجبة الإفطار الرمضانية في الخلاء كسرا للروتين السائد، وكذلك احتفالا بإنهائهم الامتحانات الجامعية المقررة.
يقول فادي: “استمتعنا جدا بذلك اليوم، تعاونا بشيّ اللحوم، وتقطيع الخضراوات لتحضير طبق السلطة، والأجمل جلستنا وأحاديثنا ومزاحنا طوال الوقت”.
ولبى أبو رياض دعوة صديقه أبو زايد عندما قام بدعوته لتناول وجبة الإفطار وعائلته خارج المنزل أيضا على طريق جرش.
يقول أبو رياض: “فوجئت من العزيمة بادئ الأمر، ولم أتخيل وزوجتي أنها فكرة جيدة، لكن عائلة صديقي قامت بتجهيز كافة اللوازم الضرورية لراحتنا، وبالفعل استمتعتنا جدا بالأجواء السائدة، العديد من العائلات خرجت للتنزه والترفيه عن نفسها”.
وللشعور بالراحة والإسترخاء أكثر تشاركت عائلة الثلاثينية أم فهد مع عائلة شقيقتها أم يوسف بشراء الأطعمة الجاهزة لتناول وجبة الإفطار خارج المنزل، ووقع اختيارهما على إحدى الحدائق الترفيهية.
تقول أم فهد: “رحب زوجي وزوج شقيقتي بالمقترح، وشعر أبناؤنا بسعادة غامرة في ذلك اليوم، مضى الوقت سريعا ولم نشعر به، لعب الجميع.. الكبير والصغير.. تنافسنا بكرة القدم، والريشة، ضحكنا وسررنا بسماع النكت والحزورات من أبنائنا”.
يشير الخبير الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي إلى أن هذه الفترة مناسبة جدا للأسر والعائلات لتناول وجبة الإفطار في الهواء الطلق، خصوصا أنها أنهت الالتزامات والواجبات فيما يتعلق بالعزائم وصلة الرحم والدعوت المنزلية، لكسر الروتين والجمود. يقول “هذا الالتقاء خارج المنزل يكسر الروتين القاتل داخل البيت والالتزام بفترة محددة للإفطار، ويشعر الجميع بالسعادة (الأولاد والأم والأب والجد والجدة..) وكذلك يمارس المواطنون هوايتهم المتنوعة في فضاءات الهواء الطلق، وإمضاء لحظات سمر مع الأصدقاء”.
يضيف، “ويقصد بعض المواطنين الأرياف نهاية الأسبوع، وهو فرصة لزيارة هذه الأماكن الجميلة في بلادنا، ويبدأون بالتحضير وتجهيز المكان المناسب، وترتيب ما جلبوه معهم من مأكولات وعصائر وحلويات، حيث الإفطار في الهواء الطلق له نكهة خاصة مع غروب الشمس”.
مبينا، تعد رحلات تناول الإفطار في الهواء الطلق طريقة مثلى للتعويض عن رتابة البيت والعمل، فبدلا من الجلوس بجانب التلفزيون أو الاسترخاء، يبقى هذا أفضل خيار يمكن اللجوء إليه.
لافتا أن الأجواء تستمر بعد أذان المغرب لبعض الوقت إلى أن يحل الليل على المكان، وقبل أن يبدأ البعض في الانصراف استعدادا للالتحاق بصلاتي العشاء والتراويح.
يشجع الدكتور خزاعي العائلات والأصدقاء والأقارب والجيران الخروج لتناول وجبات الإفطار خارج المنزل وفي الهواء الطلق، لما في ذلك من فوائد عدة تنعكس على صحة ومزاج الكبير والصغير.
التعليقات على الموضوع