فتاة من فلسطينيي 1948 تتألق في مهرجان الأوبرا الإسرائيلي
نور درويش لا تكترث بانتقادات موجهة لها بظهورها في عمل فني إسرائيلي، وتحظى بالدعم الكامل من أُسرتها.
القدس - نور درويش (23 عاما) فتاة من فلسطينيي 1948 تدرس الموسيقى ووجدت نفسها فجأة تصل مكانة رفيعة عندما تلقت دعوة مفاجئة للقيام بدور البطولة في عرض افتتاح مهرجان الأوبرا الإسرائيلي الرابع.
وولدت نور لأسرة عربية مسلمة في قرية إكسال القريبة من الناصرة في داخل إسرائيل ولم يزعجها أن تتحدى من يعارضون ظهورها في عمل فني إسرائيلي.
واعترفت نور بأن البعض في مجتمعها يعيبون عليها الظهور في عمل فني إسرائيلي موضحة أن ذلك لم يمثل مشكلة بالنسبة لها لأنها تعتبر الغناء هدية من الله وتحظى بالدعم الكامل من أُسرتها وأصدقائها في مسعاها هذا.
وقالت "أنا كثير متحمسة. أول مرة بيصير معي هيك شي. إني باطلع وبأغني ضمن دار أوبرا حقيقية. الشيء تحدي كبير بالنسبة لي لأنه أنا بعدني طالبة جامعة. وبس بهاي الفترة أنهيت اللقب الأول بالغناء. فالتحدي كثير كبير وكثير.
وأضافت نور "فيه ناس اللي رح يحكوا لي لا ما نتقبلكيش (لا نقبلك). أوكيه (خلاص) مش مشكلة يعني، أنا، كل إنسان بيروح مع ضميره، وبالنسبة لي الغناء هدية من ربي لي وأنا مسؤوليتي إني أطوره وأمشي بالطريق اللي هذا الغناء بيأخدني له".
ونتيجة للمرض المفاجئ للمغنية الرئيسية (السوبرانو) في عرض (يوليوس قيصر في مصر) لهاندل طُلب من نور درويش القيام بدور كليوباترا في اللحظة الأخيرة وهو دور قامت به قبل شهرين في مدرسة بوخمان-ميتا للموسيقى بجامعة تل أبيب.
وعلى الرغم من المُشككين أبلغت نور أن قدرة الموسيقى على عبور الحدود بين الدول تلهمها وأنها متحمسة للغاية بشأن هذه الفرصة التي أُتيحت لها.
وأردفت "مش هويّن طبعاً. واجهت كثير صعوبات عشان أصل لهون وأقدر أكون بسلام داخلي مع نفسي وأني أعتبر الموسيقى لغة عالمية تحكي لكل الناس مش مهم في أي دولة، لمن. بالآخر كل الناس عندهم مشاعر وعندهم أحاسيس يعبروا عنها. وبس خلال الموسيقى أنا بأقدر أعبر عن هاي المشاعر والأحاسيس. أنا بأحترم كل إنسان بشرط انه يحترمني ويعطيني احترامي وحقي".
وقال والد نور إن أُسرتها سعيدة للغاية بأن تُطلب نور لهذا الدور.
وأضاف وليد درويش "احتاجوا لمغنية بديلة، فالإصبع كان موجّه لنور، وهذا بالنسبة لنا، يعني، شيء لا يوصف. سعادة".
ومع اقتراب موعد افتتاح العرض أذهلت نور الجميع في العروض التجريبية (البروفات) في مدينة عكا القديمة بقدراتها الفنية والصوتية ويُنظر لها الآن نجم مشرق محتمل في عالم الأوبرا.
وقال مدير عام الأوبرا الإسرائيلية زاخ جرانت "مرضت مغنيتنا المنفردة (السوبرانو) قبل أسبوع من بدء العرض. ولذلك سمعنا عنها (نور) وفجأة اكتشفنا نجمة جديدة. مثل حكاية سندريلا بالضبط. ونحن فخورون للغاية بأنها معنا الليلة. ونحن على يقين بأننا سنراها مرارا وتكرارا في الأوبرا الإسرائيلية مستقبلا".
وتخرجت نور من مدرسة بوخمان ميتا للموسيقى بجامعة تل أبيب وحصلت في الآونة الأخيرة على منحة فولبرايت للدراسات العليا في كلية بروكلين بنيويورك في خريف هذا العام.
التعليقات على الموضوع