شبكة المعلومات الجديدة

http://www.aldanahnews.ml/


تعرفوا على اليابان ---- الجانب المظلم لحياة ”طالبات الثانوي“ في اليابان



شيكاوا يوكي
[12/05/2017]
قد تفتح الهواتف الذكية لبعض فتيات المرحلة الثانوية في اليابان الباب لعالم من وظائف الدوام الجزئي المربحة مقابل بعض الخدمات للرجال الأكبر سنا. فتنجذب الكثير من الفتيات بوعود المرتبات الجيدة مقابل أداء عَملٍ سهل وبسيط. لكن ما هي حقيقة هذه الأنشطة المريبة التي تنمو معتمدة على استغلال الطلب على خدمات مصاحبة فتيات المدارس؟
وظائف لفتيات المدارس
تقوم صناعة ”جيه كي“ على خدمات متعددة من مواعدة ومصاحبة الفتيات وبضاعتها الأساسية هي طالبات المدارس الثانوية. وتتعدد أشكال أنشطة الـ ”جيه كي“ بدءا من مشاركة الفتيات للسير مع الزبائن بناءً على موعد، وحتى تجربة ”جيه كي كافيه“ حيث يقوم الزبائن بالدردشة مع الفتيات واللعب معهن وهن يرتدين الزي المدرسي، والتقاط الصور مع فتيات الكوسبلاي اللواتي يرتدين ملابس شخصيات الأنيمي والمانغا. وخدمات أخرى متاحة من عناق وتدليك للجسد.
وقد أشار استقصاء قامت به إدارة شرطة العاصمة طوكيو في يناير/ كانون الثاني ٢٠١٦، إلى أن هناك نحو ١٧٤ منشأة على الأقل تدير مثل هذه الأنشطة في منطقة طوكيو وحدها. لكن مع اتخاذ خطوات ترمي لتشديد اللوائح المُنظمة في قانون رعاية الطفل وإدخال لوائح من أجل حماية الشباب في السنوات الأخيرة، لم يعد العديد من تلك الأنشطة يدار من مقار ثابتة كما كان بالسابق. بل أصبح من السهل إدارة مجموعة من المراهقات ذوات الدوام الجزئي من مكتب مؤجر عبر موقع إنترنت أو من أحد مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. وأصبح بإمكان العملاء أيضا اختيار الوقت والخدمة التي يرغبون بها من خلال قائمة بأحد المواقع. كما أصبح بإمكان فتيات المدارس الثانوية البحث عن عمل والتقديم من خلال مواقع توظيف خاصة ومواقع تواصل اجتماعي متباينة. سيما وانه عادة ما ترفق مواقع التوظيف المتخصصة في نشاط الـ ”جيه كي“ نصا متضمنا السطور التالية:
مطلوب طالبات مدارس ثانوية للعمل كمرشدات سياحيات! رواتب خاصة مكفولة لفترة محدودة. العديد من موظفاتنا من طالبات المدارس الثانوية يكسبن ٢٠ ألف ين أو أكثر خلال ثلاث ساعات عمل فقط باليوم!
وإنه غير مطلوب إرسال السيرة الذاتية يمكننا تنسيق ميعاد المقابلة للتوظيف وفقاً لمواعيدكم كما نضمن لكم عدم حدوث أي إفشاء لبيانتكم الخاصة.
ولَم يَعد العثور على وظيفة في أي وقت مضى أسهل من ذلك – توفر دخلا ماليا بسهولة في أوقات فراغكن. لدينا روابطنا المحترفة في مجال الترفيه، والعديد من موظفاتنا وجدن طريقهن للعمل كعارضات أزياء وفي وسائل الإعلام. يعمل فريقنا المكون من الموظفين الودودين على الرد على أسئلتكن وتقديم أي نصيحة قد تحتجنها.
نحن نقوم بأنشطة مرخصة تماما ومحل احترام. لن نضغط عليكن أبدا لقبول أي عمل لا ترغبن القيام به. كل الأعمال تتم بناء على عقود.
يُقصد بوظيفة ”مرشدة سياحية“ المذكورة هنا خدمة القيام بالتجوال مع الزبائن ومرافقتهن وهذا يتضمن عادة ما هو أكثر من مجرد التجول بالمدينة في المشي سوياً مع العميل – فهناك خيارات أخرى كمسك اليدين والذهاب إلى كاراوكي. ولا تظهر ممارسة الجنس كخدمة ضمن القائمة بشكل رسمي ولكنها عادة ما تكون متاحة كخيار ”غير مصرح به“. وقد تتبادل الشركة القائمة على النشاط من جانب والفتيات من جانب آخر الرسائل بشكل منتظم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، للإبقاء على تواصل لإرسال التقارير وتلقي التعليمات.


وفي مارس/ أذار ٢٠١٦، أجرى معهد ستيب، وهو معهد بحثي، دراسة استقصائية لترسيخ الوعي بصناعة ”جيه كي“ بين طلاب المدارس الإعدادية والثانوية. ومن بين الـ ٥١٥ طالب وطالبة من المشاركين في ذلك البحث، قال ٦٣٪‏ من الطلاب إنهم يعرفون عن صناعة ”جيه كي“، بينما قال ٩.٥٪‏ إنهم يعرفون على الأقل شخصا يعمل بهذه الصناعة. وقد أظهرت شريحة كبيرة من عينة البحث وجود توافق أو على الأقل قبول مع فكرة العمل في هذه الصناعة. وفي إجابة على سؤال ”ما رأيك باللواتي يعملن في صناعة ”جيه كي“؟“ أجاب ٢٢.٩٪‏ أن أولئك الفتيات يعملن بهذه الصناعة لحاجتهن للمال لذا لا يوجد ضرر في ذلك“ وقال ١٠.٥٪‏ منهم: ”ما المُشكلة إن كانت العاملات بهذا النشاط وزبائنهن أيضاً يقضوا أوقاتا ممتعة؟“ كذلك عَبّرت نسبة ٨.٣٪‏ عن الاهتمام ويشكل إيجابي بمثل هذا النوع من العمل متفقين الرأي على ”أن هذا العمل يمثل طريقة جديدة للفتيات لكسب المال في مجتمع الحالي“.
وعلى الرغم من ذلك، تنتشر سريعاً تحذيرات حول مخاطر تحيق بنشاط ”جيه كي“ في مواقع التواصل الاجتماعي. إلا أنها تثير بدورها تبعات تتسم بالقلق والمحاذير من الجانب المظلم لهذه الأنشطة على هذه الفئات العمرية المستهدفة حتى وإن حاولت أن تروج لنفسها كسبيل سهل لكسب المال. فما هو الأمر الذي يدفعهن إذن للالتحاق بهذا النشاط، وما هي الحقيقة التي يجدنها حين تقمن بهذا العمل؟


معلومات عن الكاتبة
الكاتبة . شيكاوا يوكي
صحفية متخصصة في شؤون الشباب، وأمور الأسرة والتعليم، إيذاء الأطفال واستخدامات الإنترنت بين الأطفال والمراهقين. من مؤلفاتها ”كودومو تو سوماهو: أوتونا نو شيراناي كودومو نو غينجيتسو“ (الأطفال والهواتف الذكية: الحقيقة الخفية لأطفالنا)، ”روبو، إيدوكورو فوميه جيدو: كيئيتا كودوموتاتشي“ (تقرير عن الصبا المفقود: الأطفال المفقودين)، وأعمال أخرى.



ليست هناك تعليقات