5 طيور جارحة يمكنها أن تخطف طفلك!
كانت هناك تلك الصورة المتحركة التي نشرناها على صفحة عالم الإبداع على مواقع التواصل الاجتماعي. الصورة كانت لطفل يلعب في حديقة ما بصحبة والده على مقربة منه؛ قبل أن يظهر ذلك الظل الكبير لشيء يحلق في الهواء. هل هي طائرة؟ هل هو طائر؟ إنه عقاب ذهبي! وهو ينقض على الطفل الغافل ويمسك به من ملابسه فيحلق به قليلًا على ارتفاع منخفض قبل أن يسقطه أرضًا لثقل الطفل على ما يبدو! الصورة المتحركة التي نشرناها كانت مجتزأة تصور لحظة الهجوم فقط، لكن إليكم مقطع الفيديو كاملًا على آية حال…
الطريف أن تلك الصورة المتحركة استدعت على الفور قانون كانينجهام Cunningham’s Law لدى قراء عالم الإبداع، والذي ينص على أنه “على الانترنت، إذا أردت أن تعرف شيئًا ما لا تسأل ولكن انشر الإجابة الخاطئة!”. هكذا انبرى الكثيرون في التعليق لدحض الصورة مع أن الوصف المرافق لها كان طريفًا لا يقول أن الصورة حقيقية على الإطلاق، بل وتم التوضيح في التعليقات بأن الفيديو مفبرك باعتباره مشروع تخرج أحد الطلبة! لكن لسبب ما لا أحد يقرأ التعليقات هذه الأيام؛ هكذا ظل الجميع يحققون انتصارات ممتازة بتكرار جملة مقتضبة حكيمة وغامضة “الفيديو مفبرك” في قسم التعليقات على الصورة. صف كامل من “الفيديو مفبرك” متراص فوق بعضه، وإن كان هذا لا ينفي وجود شق أكبر من التعليقات التي تركز على طرافة الصورة. لكن هل حقًا لا يستطيع العقاب الذهبي خطف الأطفال والطيران بهم؟
في الواقع، وكما سنرى تاليًا، فالعقاب الذهبي يستطيع هذا بسهولة تامة! ليس هذا فحسب، بل أن هناك أربعة طيور جارحة أخرى تستطيع فعل الأمر نفسه بلا مشاكل! فلنتعرف سويًا عليهم…
العقاب الذهبي Golden Eagle
الرعب القادم من السماء كما يطلقون عليه! يعيش العقاب الذهبي في أمريكا الشمالية، أوراسيا، وشمال إفريقيا؛ وهو الطائر الذي تضعه المكسيك رمزًا على علمها. يتراوح ارتفاع العقاب الذهبي ما بين 70 إلى 85 سم تقريبًا، بباع بين الجناحين يصل إلى مترين ونصف تقريبًا، وبوزن يصل حتى 5 كجم؛ وكما ترون فهو ليس الطائر الأضخم، لكنه مع هذا الأشرس على الإطلاق! حتى أنه الطائر الوحيد الذي ينظر إلى الإنسان كفريسة محتملة!
يتغذى العقاب الذهبي على الأرانب، المراميط، والسناجب، والأرانب البرية بشكل عام، لكنه كذلك معروف بصيده لحيوانات أكبر كالثعالب، وحتى الغزلان وأيل الكاريبو الضخم! وبالرغم من أن العقاب الذهبي يبلغ من القوة ما يمكنه من قتل إنسان بالغ، إلا أنه لم يتم تسجيل حالات معروفة لهجوم عقاب ذهبي على إنسان من قبل. مع هذا، فباستطاعة العقاب الذهبي تنفيذ سيناريو الفيديو المفبرك بالأعلى وتحقيقه على أرض الواقع بسهولة تامة. هو فقط يفضل اللجوء للبدائل الأخرى الأكثر انتشارًا حوله!
العقاب المقاتل Martial eagle
هو العقاب الأضخم في إفريقيا، بارتفاع يصل إلى 95 سم، ووزن يبلغ 6 كجم، وباع بين الجناحين يصل إلى مترين ونصف تقريبًا. يتغذى العقاب المقاتل على حيوانات الوبر hyrax والأيل الصغير، وغزال الإمبالا، والقرود وحتى الخراف والحملان! وبالرغم من أنه يقال بأن باستطاعة العقاب المقاتل كسر ذراع رجل ببراثنه الطويلة الحادة بكل سهولة، إلا أن ذلك الطائر المدهش لا يفضل لحم البشر أو صغارهم … لحسن الحظ!
عقاب ستيلر البحري Steller’s sea eagle
<
أحد أكبر وأضخم الطيور الجارحة على الإطلاق. يعيش عقاب ستيلر البحري في روسيا واليابان، وتزن الأنثى منه قرابة 10 كجم بارتفاع يصل إلى متر كامل، وباع بين الجناحين حتى مترين ونصف! يملك عقاب ستيلر البحري أقوى وأحد منقار بين سائر النسور والعقبان، وعلى الرغم من أنه يتغذى بشكل عام على الأسماك، إلا أنه يهاجم في بعض الأحيان حيوانات أكبر بكثير مثل الفقمة البحرية؛ ما يجعل اصطياد طفل يمشي مهمة سهلة وبسيطة بالنسبة له. من حسن الحظ أن عقاب ستيلر البحري لا يكترث للحم البشر أو ربما لم يجربه … بعد!
العقاب المخادع Harpy eagle
يعتبره البعض أقوى عقاب في العالم بأسره. تزن أنثاه ما يقارب 4.5 كجم، ويصل ارتفاعها إلى قرابة المتر الكامل بباع بين الجناحين يتعدى المترين. براثن العقاب المخادع أطول وأقوى من مخالب دب شهب ضخم، حيث تتعدى 12 سم، ويمكن أن تخترق جمجمة رجل بالغ ببعض الجهد وقبضة محكمة!
لحسن الحظ، تفضل العقبان المخادعة التغذي على القرود وحيوانات الكسلان وغيرها من الحيوانات التي تزن أكثر من 10 كجم.
النسر الإفريقي المتوج African crowned eagle
“الفهد الطائر” كما يطلقون عليه في إفريقيا! يعد النسر الإفريقي المتوج أخطر طائر جارح على الإطلاق، ويعيش في الغابات المطيرة في إفريقيا، ويحب صيد الحيوانات الذي يبلغ وزنها 35 كيلوجرامًا ما يضيف أصنافًا كبيرة من الفرائس إلى قائمة طعامه المفضلة!
وعلى خلاف الطيور التي أوردناها بالأعلى على قوتها وشراستها، فالنسر الإفريقي المتوج معروف بميله لمهاجمة أطفال البشر والتغذي عليهم! هناك تلك الحادثة المسجلة للعثور على بقايا طفل بشري في أحد الكهوف داخل عش أحد النسور الإفريقية في جنوب إفريقيا عام 1924. وفي إحدى السنوات، هاجم طفل في السابعة من العمر، وقام أحد سكان المنطقة بإطلاق النار عليه بعد أن قام بالطيران حاملًا الطفل، تاركًا إياه بجروح وكسور في الجمجمة والقفص الصدري!
من صفات هذا النسر المرعب كذلك أنه إن لم يجد كائنًا لمهاجمته، يقوم بمهاجمة صغاره! لا عجب أن أورد تقرير لمؤسسة ناشيونال جيوغرافيك أن أسلاف النسر الإفريقي المتوج كانوا يروعون البشر ويقتاتون على البالغين منهم حتى! لحسن الحظ، فالسلالات الحالية على صخامتها لا تقارن بأسلافها الأكبر والأكثر شراسة.
قد يدفعنا ما طالعناه بالأعلى إلى كراهية تلك الطيور أو على الأقل رهبتها ومكافحتها، لكن المحزن في الأمر أنها معرضة لخطر الانقراض في الحقيقة وتحتاج إلى حمايتنا ورعايتنا! ولنتذكر دائمًا أننا البشر نعد الكائن الأكثر ترويعًا على ظهر هذا الكوكب بممارسات أقرب إلى المجازر المستمرة في حق بقية الكائنات على الأرض. هكذا، وبالنظر إلى الحوادث الشاذة النادرة وغير المتكررة التي يتقاطع فيها عالم تلك الطيور الجارحة والرائعة مع عالمنا، نجد أنها أقرب للحملان الوديعة إلينا نحن … الذئاب الشرهة التي تتعامل مع الطبيعة كثلاجة مفتوحة تختار منها ما تشاء
التعليقات على الموضوع